نص الاستماع البورصة المصرية اللغة العربية الصف الخامس الترم الثاني :
في قصة الاستماع نتعرف على نشأة البورصة المصرية من خلال قصة ولد اسمه " سليمان يذهب مع والده في يوم الإجازة لشراء بعض الملابس كما وعده أبوه .
نص الاستماع البورصة المصرية الصف الخامس
" اسْتَيْقَظَ «سلیمان» بَاكِرًا فَرِحًا سَعِيدًا فِي يَوْمِ إِجَازَتِهِ اسْتِعْدَادًا لِخُرُوجِهِ مَعَ وَالِدِهِ لِشِرَاءِ مَلَابِسَ جَدِيدَةٍ كَمَا وَعَدَهُ أَبُوهُ، وَبَعْدَ أَنْ تَنَاوَلَ فَطُورَهُ ارْتَدَى مَلَابِسَهُ وَاصْطَحَبَهُ وَالِدُهُ لِأَحَدِ مَيَادِينِ وَسَطِ القَاهِرَةِ للشَّرَاءِ مِنْ مَحَالُ المَلَابِسِ المَوْجُودَةِ هُنَاكَ. فِي أَثْنَاءِ المَشْيِ وَقَفَ «سليمان» فَجْأَةً أَمَامَ أَحَدِ الْأَبْرَاجِ العَالِيَةِ لِشَرِكَةٍ عِمْلَاقَةٍ، وَنَظَرَ إِلَيْهِ وَلَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ لأَبِيهِ يَا أَبِي انْظُرْ إِلَى هَذِهِ الشَّرِكَةِ، يَبْدُو أَنَّهَا شَرِكَةٌ ضَخْمَةٌ.. أَتَمَنَّى حِينَ أَكْبَرُ أَنْ تَكُونَ لَدَيَّ شَرِكَةً مِثْلُهَا أَوْ أَكُونَ شَرِيكًا فِيهَا هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَقَّقَ هَذَا الحُلْمُ يَا أَبِي؟
ابْتَسَمَ الأَبُ وَقَالَ: «سليمان»، أَنْتَ شَرِيكٌ بِالفِعْلِ، فَلَقَدِ اشْتَرَيْتُ لأُسْرَتِنَا عَدَدًا مِنَ الأَسْهُم فِيهَا. اتَّسَعَتْ عَيْنَا «سليمان» وَقَالَ مُنْدَهِشَا حَقًّا يَا أَبِي نَحْنُ شُرَكَاءُ فِيهَا؟! وَمَاذَا تَعْنِي كَلِمَةَ أَسْهُم؟ الأَبُ: تَعَالَ يَا «سليمان» لِنَتَمَشَّى مَعًا إِلَى مَكَانِ وَنَبْدَأَ مِنْهُ حِكَايَتَنَا. مَشَى الأَبُ مَعَ ابْنِهِ مُمْسِكًا بِيَدِهِ، وَكَانَ «سليمان» يَطْوِي الأَرْضَ طَيَّا فِي الطَّرِيقِ الَّذِي كَانَا يَمْشِيَانِ فِيهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ سَيَصْطَحِبُهُ وَالِدُهُ حَتَّى وَقَفَا أَمَامَ مَبْنِّى قَدِيمٍ مَكْتُوبِ عَلَيْهِ بِخَطْ عَرَبِيٌّ جَمِيلٍ (البُورْصَةُ المِصْرِيَّةُ ).
الأَبُ مِنْ هُنَا نَبْدَأُ
حِكَايَتَنَا.. كَانَ هُنَاكَ عَدَدٌ مِنَ التَّجَارِ قَرَّرُوا إِنْشَاءَ سُوقٍ
لَبَيْعِ وَشِرَاءِ القُطْنِ المِصْرِيُّ، وَكَانَ ذَلِكَ بِمَدِينَةِ
الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَامَ ۱۸۸۳م وَسُمِّيَ السُّوقُ فِي ذَاكَ الوَقْتِ
بُورْصَةَ القُطْنِ، ثُمَّ تَمَّ نَقْلُهُ للقَاهِرَةِ تَحْتَ مُسَمَّى
البُورْصَةِ المِصْرِيَّةِ عَلَى أَلَّا تَكُونَ هَذِهِ البُورْصَةُ خَاصَّةً
بِالقُطْنِ فَقَطْ وَإِنَّمَا بِجَمِيعِ البَضَائِعِ المِصْرِيَّةِ، وَكَانَ هَذَا
عَامَ ۱۹۲۸م بِشَارِعِ الشَّرِيفَيْنِ بِوَسَطِ
القَاهِرَةِ وَهِيَ الَّتِي نَقِفُ أَمَامَهَا الآنَ. «سليمان»: مَعْنَى هَذَا
أَنَّ البُورْصَةَ سُوقٌ للبَيْعِ وَالشِّرَاءِ. وَلَكِنْ، مَاذَا يَبِيعُونَ
وَيَشْتَرُونَ؟
الأَبُ : يَبيعُونَ وَيَشْتَرُونَ
أَسْهُما وَسَنَدَاتٍ.
فَتَحَ «سليمان» فَاهُ مُتَعَجِّبًا وَقَالَ : أَبِي ، أَنَا أَحْتَاجُ لَأَنْ أَفْهَمَ أَكْثَرَ .
الأَبُ: أَيُّ شَرِكَةٍ يَا بُنَيَّ تَحْتَاجُ إِلَى أَمْوَالٍ هَذِهِ الْأَمْوَالُ تَأْتِي مِنْ خِلَالِ بَيْعِ جُزْءِ مِنَ الشَّرِكَةِ فِي شَكْلِ أَنْصِبَةٍ وَتُسَمَّى أَسْهُمَا، وَنَشْتَرِي نَحْنُ هَذِهِ الْأَسْهُمَ وَبِالتَّالِي نُصْبِحُ شُرَكَاءَ بِالشَّرِكَةِ نَفْسِهَا أَوْ أَنَّهَا تَطْلُبُ أَمْوَالًا بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ، فَيُقْرِضُهُمْ بَعْضُ الأَشْخَاصِ المَالَ مُقَابِلَ وَرَقَةٍ مَكْتُوبِ بِهَا أَنَّ هَذِهِ الشَّرِكَةَ قَدِ اقْتَرَضَتْ مِنْ فُلَان مَبْلَغَا وَقَدْرُهُ ...
وَهَذَا مَا يُسَمَّى السَّنَدَ. «سليمان»: بَدَأْتُ أَفْهَمُ يَا أَبِي ، وَهَذَا يَعْنِي أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ أَسْهُما فِي الشَّرِكَةِ العِمْلَاقَةِ الَّتِي رَأَيْنَاهَا مُنْذُ قَلِيلٍ وَسَيُصْبِحُ مَعَنَا أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ !
الأَبُ: لَا تَتَعَجَّلْ يَا
« سليمان »، فَهُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ الأُمُورِ هِيَ الَّتِي تُحَدِّدُ المَكْسَبَ
أَو الخَسَارَةَ.
«سلیمان»: مَا هَذِهِ الْأُمُورُ يَا
أَبِي؟
الأَبُ : مَا يُحَدِّدُ مَكْسَبَ
وَخَسَارَةَ الشَّرِكَةِ هُمَا العَرْضُ وَالطَّلَبُ، وَمَعْنَاهُمَا أَنْ هُنَاكَ
زِيَادَةً فِي الأَسْهُم وَقِلَّةٌ فِي عَدَدِ الأَفْرَادِ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ
هَذِهِ الْأَسْهُمَ فَيَقِلُّ سِعْرُ السَّهْمِ أَوْ يقل عَدَدُ الأَسْهُم وَيَزِيدُ
عَدَدُ الْأَفْرَادِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الشِّرَاءَ فَيَرْتَفِعُ سِعْرُ
السَّهْمِ.
«سليمان»: إممممم! سَأُصْبِحُ شَرِيكًا
فِي أَهَمِّ شَرِكَاتِ مِصْرَ. الأَبُ ضَاحِكًا) : هَيَّا يَا شَرِيكِي الصَّغِيرَ
، فَالمَحَالُ أَوْشَكَتْ أَنْ تُغْلَقَ وَنُرِيدُ شِرَاءَ مَلَابِسِكَ الجَدِيدَة .