الدرس الثاني لغة عربية الصف السادس الابتدائي المنهج الجديد 2024
المحور الأول . الموضوع الأول ( عقلي )
ما السر ؟ الدرس
لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ لِكَلِمَاتٍ جَدْيِ هَذَا التَّأْثِيرَ، فَلَمْ أَتَذَكَّرُهَا فِي أَيْ عَمَلٍ إِلَّا وَأَنْجَزْتُهُ وَلَا أَيِّ مُهِمَّةٍ صَعْبَةٍ إِلَّا وَأَتْمَمْتُهَا، فَقَدْ كَانَ مِنَ الْمُفْتَرَضِ - حَيْثُ الصَّفُ السَّادِسُ - تَعَلَّمُ لَغَةٍ جَدِيدَةٍ، وَحِينَ شَرَعْتُ فِي تَعَلُّمِ تِلْكَ اللُّغَةِ كَانَ الْأَمْرُ فِي بِدَايَتِهِ صَعْبًا جِدًّا بِالنَّسْبَةِ لِي لِمُجَرَّدِ التَّفْكِيرِ فِيهِ فَقَط ، فَهِيَ لُغَةٌ صَعْبَةً وَدَائِمًا مَا كُنْتُ أَخْفُقُ فِي نُطْقِ بَعْضِ الكَلِمَاتِ.. فَمَا إِنْ تَذَكَّرْتُ مَا قَالَهُ لِي جَدِّي حَتَّى قُلْتُ بِصَوْتٍ لَيْسَ بِخَفِيضُ : (إِنَّهُ السِّرُّ وَنَظَرَ إِلَيَّ أصْدِقَائِي بِتَعَجُبٍ وَذَهَبْتُ لِلمُعَلِّمِ، فَأَخْبَرَنِي بِالنُّطْقِ الصَّحِيحِ وَظَلَلْتُ أَكَرْرُ وَرَاءَهُ حَتَّى أَصْبَحَ الْأَمْرُ أَكْثَرَ سُهُولَةً.
تَنَاوَلْنَا الطَّعَامَ وَحَانَ مَوْعِدُ الذَّهَابِ لِلتَّمْرِينِ وَقَدْ حَضَرَ «طلعت» صَدِيقِي لِيَذْهَبَ مَعِي، فَتَذَكَّرْتُ أَنَّ المُدَرِّبَ أَخْبَرَنِي بِأَنَّنِي اجْتَزْتُ مَرْكَزًا وَعَلَيَّ أَنْ أَتَدَرَّبَ تَدْرِيبًا آخَرَ وَلَكِنَّهُ أَقْوَى مِنْ سَابِقِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَاذَا سَيَحْدُثُ إِنْ لَمْ أَذْهَبْ ؟ وَإِذَا بِكَلِمَاتِ جَدِّي تَرِثُ فِي أُذُنَيَّ وَشَعَرْتُ بِالحَمَاسِ وَالرَّغْبَةِ فِي اجْتِيَازِ هَذَا التَّدْرِيبِ، وَنَظَرْتُ إِلَى صَدِيقِي مُبْتَسِمًا وَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ أَخْبَرَنِي جَدِّي بِسِرٍّ غَيْرَ حياتي .
رَدَّ «طلعت» قَائِلًا: أَخْبِرْنِي بِهِ بِسُرْعَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ السِّرُّ فِي عَقْلِكَ أَنْتَ وَفِي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِكَ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ مُبْتَسِمًا وَقَالَ: يَا «بلال » ، أَسْرِعْ فَلَدَيْنَا تَمْرِينٌ مُهِم... قُلْتُ لَهُ : أَنَا لَا أَمْزَحْ فَقَدْ أَخْبَرَنِي جَدِّي بِأنَّ السِّرِّيَكْمُنُ فِي عَقْلِكَ ، فَلِكُلٌّ مِنَّا قُدْرَاتٌ وَمَهَارَاتٌ غَيْرُ مَحْدُودَةٍ وَعَلَيْنَا أَنْ نُحَاوِلَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا وَلَا تَيْنَسَ ، وَالفَشَلُ مَا هُوَ إِلَّا خُطْوَةً فِي طَرِيقِ النَّجَاحِ، فَكَمْ مِنْ عَالِمِ فَشِلَ مِرَارًا حَتَّى تَوَصَّلَ إِلَى اخْتِرَاعِ عَظِيمٍ غَيْرَ بِهِ العَالَمَ إِذَا فَعَلَيْكَ أنْ تحقق أَحْلَامَكَ وَطُمُوحَاتِكَ أَنْتَ بِنَفْسِكَ ، كَمَا أَنَّ امْتِلَاكَ الشَّجَاعَةِ للشَّرُوعِ فِي الأَمْرِ أَكْثَرُ أَهَميَّةً مِنَ النَّجَاحِ ، وَأَوْصَانِي بِكَلِمَاتٍ:
(حَاوِلُ، ثَابِرُ اسْتَعِنْ بِاللهِ وَسَتَنْجَحُ).
الغَرِيبُ فِي الأَمْرِ أَنْنِي كُلَّمَا تَذَكَّرْتُ كَلِمَاتِهِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَ مَا لَمْ أَفْعَلْهُ مِنْ قَبْلُ .
ذَهَبْنَا لِلتَّمْرِينِ وَاسْتَطَعْتُ بِالفِعْلِ أَنْ أَتَعَلَّمَ هَذِهِ الحَرَكَاتِ الجَدِيدَةَ ، وَكَانَ المُدَرِّبُ يَنْظُرُ إِلَيَّ بِكُلِّ فَرَحٍ وَتَشْجِيعِ ، وَعِنْدَهَا نَظَرَ إِلَيَّ «طلعت» قَائِلًا: مِنَ الآنَ فَصَاعِدًا لَنْ تَكُونَ كَلِمَاتُ جَدِّكَ سِرًّا.