مسلسل الحشاشين الحلقة الثالثة

الطائفة النزارية تُعد واحدة من أكبر الفرق الإسماعيلية، وتعود أصولها إلى نزار المصطفى لدين الله بن معد المستنصر بالله. تنتشر هذه الطائفة بشكل واسع في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في شرق أفريقيا والهند وأوروبا.

بدأت تشكّل الطائفة النزارية وانفصالها بعد وفاة المستنصر في عام 487 هجري، حيث كانت التقاليد الإسماعيلية تنص على إمامة ابنه نزار، إلا أن الوزير الجمالي قام بتحويل النص إلى أخيه المستعلى، الذي كان ابن أخت الوزير. ونتيجة لذلك، حدث تقسيم في الإسماعيلية بين المستعلية والنزارية. وعلى الرغم من قتل نزار وتصفيته في الإسكندرية على يد وزير المستعلى، إلا أن أحد الدعاة الإسماعيليين، الحسن بن الصباح، الذي كان زعيمًا للحشاشين، قام بالدفاع عن نزار وأتباعه وأصبح يدعو لهم. وقد أعلن نفسه نائبًا للإمام المستور من ذرية نزار، مما أدى إلى تشكيل هذه الطائفة التي أُطلق عليها اسم "الإسماعيلية النزارية"، تمييزًا لها عن الفرقة الإسماعيلية الأولى. كما يُعرفون بالإسماعيلية الشرقية نظرًا لظهورهم وانتشارهم في المناطق الشرقية وانفصالهم عن الإسماعيلية الغربية.

تتفق النزارية مع التيار الرئيسي للإسماعيلية في معتقداتهم العامة، حيث يؤمنون بالأركان السبعة للإيمان، بما في ذلك الصلاة والصوم والزكاة والحج والطهارة والجهاد والشهادة، ويؤمنون أيضًا بتفسير باطني للقرآن. ومن بين الاختلافات مع الفرق الأخرى مثل السبعية والمستعلية الطيبية والدروز، فإن النزارية لا يؤمنون بغياب الإمام، حيث يعتقدون أن الإمامة متصلة من الإمام على إلى الإمام الحاضر.

يحتل النزارية موقعًا بارزًا كأحد أكبر فرق الإسماعيلية في العالم اليوم، حيث تم دمج السبعية في وقت مبكر مع الفرق الأخرى، وانتهت الحافظية المستعلية مع نهاية الخلافة الفاطمية في مصر في القرن الثاني عشر الميلادي. وبالنسبة للمستعلية الطيبية، فهم يمثلون البهرة اليوم، حيث ينتظرون ظهور الإمام المستور من نسل الطيب أبو القاسم، بقيادة الداعي المطلق، وتختلف تسمياتهم. وقد انتهت القرامطة بسبب قمع ثورتهم من قبل العباسيين في القرن العاشر الميلادي.

مسلسل الحشاشين الحلقة الثالثة